Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » سفراء إلهام »   19 حزيران 2013طباعة الصفحة

سلامة علي ناصر

الدورة الرابعة

"نحو بيئة مدرسية خضراء وجاذبة"
 
 
 
سلامة علي ناصر
مدرسة ذكور دير قديس الثانوية
مديرية التربية والتعليم/ رام الله والبيره
 
 
 
 
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تعد المبادرة، في حقيقتها، ترجمة على أرض الواقع لخطة المدرسة في إيجاد بيئة مادية جذابة ذات جو مريح ومظهر جمالي لافت، تشجع الطلاب على الإقبال على المدرسة والتعلق بها، وبالتالي الإقبال على التعلم؛ وهذا بدوره يسهم في رفع مستوى التحصيل وتحسين الأداء. ليس هذا فحسب، وإنما يسهم كذلك في إيجاد نوع من الراحة النفسية للمعلم تدفعه إلى التفاني والعطاء.
يكمن الدافع الرئيس للمبادرة في إيجاد بيئة مدرسية جميلة جاذبة ميسرة للطلبة ومحفزة لهم على التعلم. وبالتفصيل هناك مجموعة من الدوافع للقيام بهذه المبادرة، منها ما هو تعليمي يتمثل في تعليم الطلاب طرق الزراعة والري الحديثـة وكيفية العنـــاية بالمزروعات من خلال ربطها بالمنهاج الدراسي وتطبيق ذلك على أرض الواقع، ومنها ما هو وطني يتمثل في تعميق حب الوطن والأرض في نفوس الطلاب وبناء الهوية الفلسطينية في نفوسهم بشـكل عملي منظم، وكذلك منها ما هو تعاوني يتركز على تحقيق التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي كأسرة واحدة تعمل بروح الفريق الواحد. وأخيرا، هناك الدافع الجمالي المتمثل في تزيين المدرسة وإيجاد بيئة جميلة مريحة لروادها.
 
جوانب التميز في المبادرة
كانت المبادرة في البداية بمثابة فكرة طرحها مدير المدرسة، و سرعان ما نالت استحسان الجميع في المدرسة وانخرطوا فيها، وأعجبت المجتمع والمؤسسات الداعمة وعلى رأسها منظمة FAO التي تبنت الفكرة وعززتها ودعمتها، وبخاصة لأن المبادرة تضفي صبغة ريفية على المنهاج المدرسي، وتكسب الطلبة مجموعة من المهارات الحياتية، وتعمل على زيادة وعيهم البيئي.
تكمن قيمة المبادرة في أنها استطاعت إيجاد بيئة مدرســية تعلمية آمنة ومحفزة، وغيّرت منظور الطلاب للمدرسة، وأوجدت ونمّت لديهم ثقافة خاصة في الحفاظ على ممتلكات المدرسة والعناية بها؛ فلم يعد هناك اعتداء ولا تخريب في مجمتع مدرسي عرف عنه أنه عدواني وعنيف. كذلك أوجدت ثقافة الشراكة والعمل الجماعي، ونمّت فكرة المواطنة والعناية بالبيئة المجتمعية، وفتحت قنوات التواصل وبناء علاقات إيجابية وتشاركية ما بين المجتمع المحلي بشخصياته ومؤسساته والمدرسة.
 تميزت هذه المبادرة بتضافر الجهود وتعاضدها وتكامل الأدوار في سبيل جعل مدرستنا تتألق من خلال إبداعات وإسهامات كل من يعشق الجمال وفن البستنة والزراعة والبحث عن جميع السبل التي تدخل البهجة والمتعة والسرور إلى نفوس طلابنا ومعلمينا وزائرينا، ومن أجل تعزيز دور المدرسة في خدمة المجتمع، وجعل الطالب على المدى القريب والبعيد مواطناً صالحاً يحترم البيئة ويحافظ عليها.
   
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
لقد أثرت المبادرة بشكل أو بآخر على الجميع معلمين وطلاب وأولياء أمور. فقد استطاع المعلمون من خلالها إيجاد بيئة تعليمية مناسبة، وربطوا المادة التعليمية بالواقع في بعض المواد التعليمية كالعلوم والأحياء والصحة والبيئة؛ أما الطلاب، فقد جعلت المبادرة منهم أصدقاء لمدرســـتهم وحَدَّتْ من مستوى العنف بينهم ورفعت من مستوى التحصيل لديهم. وأسهمت المبادرة في تنشئة الطلبة على مسؤولية الحفاظ على ما يزرعون والعناية بما يغرسون. جاء ذلك في إطار مجموعات نمّت روح العمل الجماعي والتعاوني وجعلت منهم عنصر بناء لا عنصر هدم.
وامتد تأثير المبادرة إلى أولياء الأمور، حيث فتحت المبادرة آفاقاً من التواصل فيما بينهم وبين المدرسة، وعززت الأعمال التطوعية والتعاونية والنشاطات المشتركة، وزاد الدعم المادي والمعنوي للمدرسة في محاولة ورغبة منهم لترك بصمة لهم في تاريخ المدرسة تذكر على مدى الأجيال.
 
العواملالتي أسهمت في نجاح المبادرة
بدأ العمل بالفكرة وتطبيقها على أرض الواقع مع عدد محدود من المعلمين، ثم اتسعت دائرة المهتمين، حيث أشركنا الطلاب كفريق عمل، ثم أشركنا المجتمع المحلي لتوفير الدعم المادي للمشروع. وعملنا جميعاً بروح الفريق الواحد حتى خرج المشروع بهذه الصورة.
إن إقامة حديقة مدرسية يتطلب حشد مجموعة من الموارد البشرية والمادية من داخل المدرسة وخارجها لتنفيذ الهدف المطلوب والاستمرار فيه. فقد وزعنا الأدوار وعملنا بروح الفريق الواحد وجمعنا التبرعات وأنشأنا الحديقة بأقل التكاليف وجهزناها للزراعة حتى اكتمل المشروع. ومن جهة أخرى، تعد الحديقة المدرسية قصة ممتعة موحية، تابعتها أسرة المدرسة بشوق، لأنها تنطوي على شئ كثير من الجدة و اللذة، ولها مردودات تحصيلية وسلوكية وتعليمية وإبداعية وترفيهية ومادية تسهم جميعها في نجاح المسيرة التعليمية للمدرسة.
كان لمنظمة FAO الأثر الأكبر في نجاح مبادرتنا، حيث زودتنا بما يلزم من معدات زراعية بسيطة، ودربت معلمين اثنين على طرق الزراعة الحديثة من خلال مشروع المزارع الصغير. ووفر لنا مجلس أولياء الأمور الدعم المادي لشراء التربة والسماد العضوي وبعض البذور وأشجار الزينة والورود؛ أما دور الطلاب والمعلمين فجاء من خلال عملهم الدؤوب والمتواصل في بناء المساطب والأحواض، وتسوية التربة وتسميدها وتجهيزها للزراعة، وتمديد شبكات الري، بإشراف من مدير المدرســــــة الأستاذ سلامة ناصر ومنسق اللجنة الصحية الأستاذ خالد انجاص والاستاذ محمد ناصر والآذن هاني ناصر.
 
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
هناك تحديات كثيرة واجهتنا، وعملنا على تذليلها والتغلب عليها، وأهم هذه التحديات: عدم وجود أراضِ زراعية داخل أسوار المدرســــة؛حيث هناك ملاعب وساحات معبدة أو مبلطة، و كذلك الاعتداءات المتكررة من بعض الطلاب على المزروعات في بداية الأمر كنوع من التخريب المتعمد، والتي تغلبنا عليها من خلال إشراك الطلاب في مجمل الأعمال؛ فأصبح الطالب حريصاً على ما عمل ويعمل محافظاً على ما أنجز.
رغم هذه التحديات، بدأنا ببناء الحديقة والأحواض بالإمكانيات المتاحة ومخلفات البنـــاء حتى إكتمل المنظر في صورة بهية جميلة معلنة انتصارنا على كل العقبات.
  
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
كان لمبادرتنا الأثر الجميل على نفسية طلابنا ومعلمينا،فكيف لا، ومدرستهم أصبحت بيئتها خضراء جميلة يمكثون فيهـا أطول فترة ممكنة ويقضون في ربوعها معظم أوقات فراغهم!؟ فنشأت لذلك علاقة صداقة ما بين المعلم والطالب، والمدير والطالب، والطالب والطالب، والكل والمدرسة؛ وأصبحت المدرسة صديقة للجميع، وهم أصدقاء لها، يولونها اهتماماتهم، ويعملون جاهدين على أن تكون في أجمل صورة وأبهى منظر؛ وهذا بدوره أسهم في نجاح مشروع المدرسة صديقة الطفل في مدرستنا ومشروع الحد من العنف كذلك.
 وتوج نجاح المبادرة في مدرستنا باختيارها كأجمل بيئة مدرسية على مســـــــتوى المحافظة في أكثر من عام، وقدمت لها الشهادات والدروع في أكثر من محفل كان آخرها في العام 2012/2013 ، واستحقت فعلاً أن تكون مثالاً لبيئة مدرسية خضراء جذّابة وجاذبة. فضلا عن أن هذه المبادرة عملت على تحفيز الكثير من المديرين والمعلمين الزائرين للمدرسة لنقل الفكرة إلى مدارسهم.
 
Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير