Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps

بنات أبو شخيدم الثانوية

الدورة الثالثة

 "تحسين البيئة المدرسية بزراعة حدائقها والرسم على جدرانها"
 
 
 
روضة أبو سعدة ، لما زبون، زيزي دحبور
بنات أبو شخيدم الثانوية                                   
مديرية رم الله والبيرة
 
 
 
 
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
لم تكن درجة انتماء الطالبات إلى مدرسة أبو شخيدم بالقدر الكافي، لأن المدرسة حديثة الإنشاء والطالبات قدمن إليها من مدرسة أخرى مختلطة؛ فكان لا بد من العمل على خلق جو مريح وجذاب للطالبات والهيئة التدريسية وإفساح المجال للطالبات لتفريغ طاقاتهن في عمل يفيد الجميع، ويسهم في ترسيخ قيمة الأرض وفلاحتها كمحور أساسي في حياة ووجود الشعب الفلسطيني، والحفاظ على التوازن البيئي والتنوع الحيوي بتشجير أكبر قدر ممكن من الأراضي البور في المدرسة والبلدة، وذلك بعمل ممنهج ومشترك يضم المدرسة وأهل البلدة ومؤسسات داعمة.
وتهدف المبادرة إلى إيجاد بيئة جمالية مريحة لنفسية الطالب، داعمة لتوجهاته الإيجابية نحو مدرسته ووطنه، فضلا عن تطبيق المواد التعليمية على أرض الواقع، حيث درست الطالبات عمليا بعض مواضيع العلوم العامة مثل تصنيف النبات وصناعة السماد الطبيعي وبعض الآفات الزراعية والمكافحة الحيوية وطرق الري المختلفة. كما تهدف المبادرة الى تنمية هوايات ومواهب معظم الطالبات من حيث القيام بالأعمال الزراعية المختلفة والرسم على الجدران كما تم التركيز من خلال المبادرة على دمج مختلف فئات الطالبات والعمل بروح الفريق الواحد وتقسيم العمل حسب الخبرات المتوفرة مع مراعاة الفروق الفردية.
 
جوانب التميز في المبادرة
تميزت المبادرة بإسهامها في تكريس دور المدرسة والمعلم في رفع درجة الانتماء الوطني، وترسيخ قيمة والوصول إلى قدر كافٍ من الوعي البيئي ينعكس في الحفاظ على نظافة البيئة واستصلاح الاراضي وترشيد استهلاك الماء. وأتاحت المبادرة الفرصة للطالبات لإبراز مهاراتهن الفردية في أعمال الرسم والفلاحة، وكان لذلك أثر واضح في تعديل السلوك الحاد عند عدد من الطالبات، والتقليل بشكل واضح من أعمال التخريب المتعمد لمرافق المدرسة، بالإضافة لإيجاد بيئة تعليمية مناسبة للتطبيق العملي في بعض المواد التعليمية كمادة العلوم والصحة والبيئة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كان للمبادرة أثر واضح في الطالبات المشاركات حيث عززت قيم التعاون والعمل بروح الفريق الواحد، وأتاحت المجال لدمج فئات مختلفة من الطالبات، وبخاصة ذوات التحصيل العلمي المتدني والطالبات اللاتي يعانين من حالات انطواء وعزلة لأسباب مختلفة، مما أدى إلى حصول تحسن في التحصيل العلمي والانخراط والاندماج مع بقية الطالبات وزيادة الوعي بالقدرات الشخصية والثقة بالنفس.
وكما كان للمبادرة أثر واضح على المجتمع المحلي والمدارس المحيطة، بحيث أصبح هناك فضول بالتعرف على هذه التجربة وتكرارها في المدارس المجاورة، كما تم تفعيل دور الطالبات كجزء من أهل بلدهن بزراعة الأشجار الحرجية في المناطق الوعرة، والمشاركة في قطف ثمار الزيتون، وبالتالي رفع الحس الوطني بأهمية شجرة الزيتون كرمز للثقافة الفلسطينية وأهمية ترسيخها في عقلية الطالبات.
 
 
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
كان لمنظمة الفاو، بالتنسيق مع مديرية التربية والتعليم في محافظة رام الله والبيرة، الإسهام الأكبر من حيث الموارد، حيث تم تزويدنا بأنابيب الري بالتنقيط وبخزان ماء وبذور وأدوات زراعية يدوية بسيطة مثل: الفؤوس، وسياج معدني لبعض أجزاء الحديقة. كما ساهم المجتمع المحلي في تزويدنا بالتربة والأيدي العاملة التي عملت على تركيب الخزان وأنابيب الري بالتنقيط والسماد العضوي الذي حصلنا عليه من مربي المواشي من أهالي البلدة. واعتمد العمل بعد ذلك على جهود الطالبات بتنظيف الارض وتحضير المساطب وفرد السماد وزراعة البذور والأشتال والرسم على الجدران بإشراف وتوجيه ومشاركة مديرة المدرسة السيدة روضة أبو سعدة ومنسقة اللجنة الصحية المعلمة لما زبون والمعلمة زيزي دحبور.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
تركز التحدي الأبرز في توفير الموارد الأساسية لاستصلاح الحديقة المدرسية، وهي: التربة والسماد وأنابيب الري وخزان الماء. وقد عملت الادارة على الاتصال والتنسيق مع المجلس القروي ومجلس أولياء الأمور لاستحضار تراب كافٍ وسماد طبيعي. كما كان لاشتراك المدرسة في مشروع المزارعين الصغار ومهارات الحياة المقدم من مؤسسة الفاو، أثر كبير في تقديم أدوات الزراعة وأنابيب الري وخزان ماء وبذور بعض النباتات بالإضافة لإعطاء دورات في المهارات الزراعية للمعلمات المشرفات على المبادرة ومن ثم نقلها للطالبات والهيئة التدريسية.
وكان التحدي الآخر هو عزوف الطالبات عن التعامل مع الارض والسماد وجهلهن بمبادئ الزراعة والفلاحة، وقد تم التغلب على ذلك مع الوقت عبر مشاركة المعلمات لهن في أعمال استصلاح التربة ورصد علامات إضافية لمواضيع الفن والصحة والتعزيز عبر الإذاعة المدرسية. أما التحدي الأخير، فقد كان اصرار المعلمات القائمات على المبادرة على تبنى مبدأ الزراعة العضوية الخالية من الكيماويات واتباع أسلوب المكافحة الحيوية للآفات، وقد كانت وفرة ونوعية محصول الكوسا بالذات دليلا كافيا للجميع بأن الزراعة العضوية مجدية وليست خرافة.
 
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
كان للمبادرة أثر جميل ومريح في نفسية الطالبات والهيئة التدريسية بعد أن أصبحت البيئة المدرسية بيئة خضراء نظيفة تحوي رسومات جميلة معبرة تلفت نظر جميع الطالبات، ورفعت درجة الانتماء للمدرسة وموجوداتها، مما قلّل وبشكل ملحوظ، أعمال التخريب المقصودة بالمدرسة ومرافقها، ودفعت المجتمع المحلي متمثلا بقسم كبير من أولياء الأمور للوقوف على هذه المبادرة ودعمها ومحاولة تطبيقها، كما تمت زيارة المدرسة من قبل عدد من مدراء المدارس المجاورة للاطلاع على المبادرة ودراسة إمكانية نقلها إلى مدارسهم.
Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير